الشهيد المرحوم سي البشير بن صالح
نشرت بواسطة: mohamed
في حقيبة بوسعادة
ولالشهيد المرحوم سي البشير بن صالح – رحمه الله –
================================
… كان الشهيد المرحوم سي البشير بن صالح – رحمه الله – حافظا للقرآن الكريم ودرس بالزيتونة ورجع منها بشهادة علميّة محترمة ، كان مثقّفا باللغتين العربية والفرنسية ورجلا واسع الإطّلاع دقيق الفهم متوقّد الذّكاء ، هادئ المزاج صاحب حجّة وإقناع … كان وهو عضو بحزب الشعب آنذاك يُحفّظنا الأناشيد الوطنية مرّتين في الأسبوع كنشيد ( فداء الجزائر ):
فــــداء الــجـــزائــــر روحـــي ومــــالــــــي \ ألا فــــي ســــبـــيـــــل الحــــريـــــــة
فــلــيــحــي حــــزب الشـــعــب الــغــالي \\ و نــجـــــم شـــمـــــال إفـــريــقــيــــة
ولــــيــــحــي جــــنــد الاســــتـــــقــــلال \\ مـــثــــال الـــفــــداء والــوطـــنــيـــــــة
ولــتــحـــي الجــزائـــر مـــثــل الـــهــلال \\ ولــتــحــــي فــيــهــــا الــعــربــيـــــــــة
.. لقد كان تسلّحنا بالرّوح الوطنية وحبّ الوطن واشتغالنا بالنضال والسياسة فيما بعد يعود إليه أوّلا ..
… كان نشيطا حريصا على توعية الجزائريين بحقوقهم وإقناعهم بالعمل المسلّح والمساهمة في النّضال والثورة لتحقيق الإستقلال ، وفي فرنسا كان يجوب المقاهي والنوادي والتجمّعات .. وحتّى الحانات التي يقصدها الجزائريّون وذلك لغرض تعبئتهم وتثقيفهم وتوعيتهم ، وفي مرّة من المرّات مرّ مع مرافقيه على حانة من الحانات فرأى جزائريّا مفتول العضلات يتناول الخمر ، فأخبر سي البشير رفاقه بأنّه ذاهب للحديث مع ذلك الرّجل وحاول الرفاق منعه من ذلك لكنّه كان مصرّا … اقترب الشهيد من الرجل وجلس معه على نفس الطاولة وراح يحدّثه عن الخمر وحرمتها على المسلم وعواقبها .. وإذا بالرجل يفاجئه بلكمة قويّة على وجهه أوقعته أرضا وأدمت فمه ، وأراد الرفاق أن يهمّوا بالرّجل لكنّ سي البشير أشار إليهم بالتراجع ، ثمّ مسح دماءه ورجع إلى الرّجل يكلّمه من جديد قائلا : ” يا أخي العزيز قوّتك هذه نحتاجها في موضع آخر ولهدف أسمى ..” وراح يكلّمه برويّة وهدوء وهو يبتسم فإذا بالرّجل يهشّ ويستمع باهتمام ، ثمّ رمى زجاجة الخمر …. بعد ذلك عرفنا أنّ ذلك الرّجل أقلع عن شرب الخمر ثمّ التحق بجيش التحرير وارتقى شهيدا … هكذا كان الرّجال الذين ربّونا على الوطنيّة وحبّ الوطن …
*** عن المجاهد المعروف : الحاج المدني بن عبد الرحمن – متّعنا الله بحياته – بتصرّف ***
هامش : الجدير بالذّكر أنّ سي البشير ارتقى شهيدا عام 1960 بأولاد منصور.
سي البشير بن صالح هو الواقف على يسار الصورة .
2024-12-03