برج الساعة “حصن كافينياك ” بوسعادة … ذاكرة مشوشة

 171عاما بعد افتتاحه لا يزال برج الساعة أحد أبرز المعالم في مدينة #بوسعادة وما يجهله كثيرون أن هذا المعلم المعروف بـ” حصن كافينياك fort Cavaignac ” قد شيده النقيب الفرنسي ” لويس فيدارب Louis Faidherbe ” خريج كلية الهندسة الفرنسية ( ليل ) بين عامي 1850 – 1852 بايعاز من النقيب ” تيودور بان Théodore Pein ” مؤسس #مدينة بوسعادة حسب وصف الدوائر الاستعمارية و الذي طالما حملت الساحة المركزية للمدينة اسمه ابان عهد الاحتلال حيث جعل من هذا الحصن مركزا لسحق الثورات الشعبية في المنطقة و برجا لبسط سيطرته و نفوذه على مدينة بوسعادة الثائرة
 ما يعرف عن النقيب “لويس فيدارب Louis Faidherbe ” خلال اقامته في الجزائر 1849-1852 انه شارك بحماس في حملة التهدئة وتدرب على طريقة السفاح ” بيجو ” القهر، العنف، الابادة ،النهب ، المذابح ، تدمير القرى ، التهجير ،قطع رؤوس المتمردين … وقد كتب لوالدته ذات مرة بعد رحلة استكشافية قادته إلى منطقة القبائل الصغرى خطابا مقتنعا به : ” لقد دمرت من أعلى إلى أسفل قرية ساحرة تضم مائتي منزل بحدائقها مما أرعب سكان هذه القبيلة التي جاءت للاستسلام اليوم ”
وعلى نفس نهج المجرم الجنرال ” بيجو ” دائما سار ” لويس فيداربLouis Faidherbe ” عندما عين حاكما عن السينغال حيث أنشأ أول فرق الرماة السنغاليين ” tirailleurs sénégalais ” الذين يعتبرون القوة الضاربة لفرنسا الاستعمارية اذ تشكلت هذه القوة سنة 1857 بهدف مواجهة النقص الكبير في الجنود الذي كان يعاني منه الجيش الفرنسي حيث قام بشراء عشرات الآلاف من العبيد وتحريرهم بهدف دمجهم في هذه القوة التي شاركت في مختلف المعارك التي خاضها الجيش الفرنسي خاصة في الجزائر
انتهت مسيرة هذا الضابط المجرم الذي غدا جنرالا بطلا قوميا فرنسيا اذ كرمته الأوساط الاستعمارية في العديد من المناسبات و بوأته أعلى المناصب السياسية و أقامت له العديد من التماثيل.
 زيام عبد الله