الظاهر للعيان الذي نشره الأخ الأستاذ سعيد العبادي في فيديو جديد له هذا الصباح هو التقدم الواضح في إنجاز جسر أو ممر للراجلين على الوادي يجعل الدشرة القبلية إحدي أهم وأقدم أحياء بوسعادة البعيدة بفعل الوادي قريبة من قلب المدينة وأحيائها العتيقة.
والخفي الأوضح الذي يسكن قلب كل بوسعادي خاصة من جيلي جيل الاستقلال هو أن الجسر يبرز للعيان منبع عين بن سالم التي كنا نلجا إليها هربا من الحر الذي نعرفه في مثل هذه الأيام حيث لم تكن المكيفات منتشرة مثلما هي عليه لأن.
ولا شك أن هذا الممر حل عملي في الربط بين الدشرة القبلية التي كان الوادي يعزلها عن قلب المدينة التي ولدت معها.
ولكن الأهم من بالنسبة للبوسعاديين الذين يسكنهم حب واديهم ومعلمه الأثير عين بن سالم أن هذا الجسر أو الممر الخاص بالمشاة بالإضافة إلى جسر السيارات في أعلى الوادي القريبة من رحى فررو ليسا حلا للتنقل الآمن للأشخاص ووسائل النقل فقط بل هما قيمة سياحية بامتياز وإضافة معتبرة لصيانة الوادي ذاته ونظافته وبقائه مصدر متعة للناظر وبهجة للسائح مثلما هو منبع للحياة ومصدر لكل خير في البساتين المحيطة به التي تصارع زحف الاسمنت – مع الأسف -من أجل البقاء أو في بساتين المعذر الجديدة الواعدة التي أصبحت مصدرا لكثير من المنتجات النباتية والحيوانية لبوسعادة. ولا يخفى أن هذه الأخيرة تحيا بفضل مياه وادي بوسعادة التي تغذي آبارها وتكون خزانها المائي الذي تحيا وتنتج ما تتنتج بفضله.
وأخيرا فإن هذين الجسرين يمكناننا من الاستمتاع بمقدم مياه الوادي الموسمية المباركة بشكل مباشر وآمن بدل الوقوف على أطراف الوادي فقط كما كنا نفعل . كما أنهما يبرزان معالم بوسعادة الأثيرة كالوادي ذاته والبساتين المحيطة به وعين بن سالم ورحى فررو ويعرفان الأجيال الجديدة بها وبالوادي نفسه كما قدمنا.
و لعل الله أن يفك بوسعادة من أسر التهميش والإبعاد الذي طال أمده لتلقى بقية معالها الكثيرة وأحيائها ومساجدها العريقة العناية الكافية التي تستحقها حتى تترسخ في أذهان الأجيال الصاعدة التي لا تعرف عن بوسعادة – مدينة الفن والأصالة والقيم الإسلامية والإنسانية الرفيعة – إلا التدهور المتواصل الذي يزداد يوما بعد يوم.
يؤمن سكان بوسعادة ومحبوها من سائر الوطن بل ومن خارجه أيضا أن بوسعادة مدينة متميزة عصية على التغييب لذا يطالب أهلها منذ الاستقلال – وخاصة منذ أول تقسيم إداري حرمت فيه إقليم ولائي تتوسطه وتستحقه عن جدارة – بالحق في الولاية التامة الصلاحية وبالاعتمادات المالية الكافية التي حرمت منها وبرفع التجميد على الأقل عن المشاريع المجمدة كالجامعة ودار الثقافة ومعهد الفلاحة وغيرها حتى ينزاح عن كاهل المدينة وأهلها ومحبيها هذا الشعور بالاستهداف المقصود الذي يطال المدينة ومنطقتها منذ الاستقلال.