قرائات أدبية معادة/- كتاب “ثقافات الوحات-بوسعادة:
نشرت بواسطة: ahmed
في ادب وثقافة
محاولة فى قرائة التارخ الأجتماعي”/ يوسف نسيب، أستاذ محاضر بجامعة الجزائر، مدير عام لديوان المطبوعات الجامعية (م و ج ك/1986- 505ص).
كثرت التساؤلات الأجابية حول تاريخ بوسعادة (الواحة و المدينة) و كثرت الروايات الشفاهية و الكتابية التى تعتبر فى غالب الأحيان مقاربات تمزج بين الواقع و الخيال و تثير تشنجات العامة المستسلمة للموروث الشفاهي الأسطوري و الخاصة المتعطشة للمعرفة الدقيقة لأحداث الماضي فى آن واحد.
هذا ما يحدث عندما يصبح التاريخ عبارة عن “أعادة قولبة الماضي حسب معطلبات الحاضر” على رأي المرحوم محمد بوضياف. لذا، قادني فضولي المعرفي الى مراجعة كتاب الأستاذ يوسف نسيب. “هذا الأصدار يعتبر محاولة فى قرائة التاريخ الأجتماعي و الثقافي لبوسعادة، الواحة التى تبعد 250 كم عن الجزائر العاصمة جنوبا و هو يعد بحثا متعدد التخصصات.
يطرح هذا البحث، أشكالية الجدلية الكونية بين الأنسان المجدد و الوسط الجموح”، بعبارة أدق كيف خطر على بال ساكنة متجولة أنشاء حضيرة سكنية فى الموقع الحالي لبوسعادة؟ ما هي الخطوط العريضة لهويتها الثقافية؟ ما هي مراحل الماضي التى قطعتها الواحة؟ ما هي الأشكالات التى تعترضها؟ هذا الكتاب يعتبر أجتهادا فكريا من خلال التجربة التى خضعهت للتحليل بخصوص حضارت الواحات التى تتقاسم نفس العوامل الأيكولوجية، الجغرافية، الأقتصادية، التاريخة و غالبا اللغوية”.
أحسن تعريف لهذا البحث العلمي يلخصه الأستاذ ميلتون سانتوس من جامعة صاو بولو البرازيلية فى تقديمه الكتاب. “…نتعرف على الكفاح بدون هوادة الذى تخوضه واحة من أجل البقاء عبر الأزمنة مع أدماج العصرنة دون طمس الهوية. نرى كيف، فى نفس المكان، تتشابك الحقب الزمانية أفقيا مع الأحداث المستجدة و عموديا مع موروث الماضي لأن حسب الكاتب “الحقب الزمنية ليست مستقلة عن تاريخ البلد”. فهي تشترط أعادة النضر فى “المسار الشامل لثقافة ما”. هذا البحث سيبقى عمل مرجعي ألزامي، نموذج لدراسة مكان ما، أي مجال تتجانس فيه القوى الخارجية و الداخلية و كذا مخلفات الماضي و أضافات العصرنة من خلال أستخدام موارد المحيط للعمل اليومي الذى تمليه الطبيعة و يسنده الأيمان. الأيمان يكمل التقاليد و يجعل من العصرنة عاملا مكملا لا عازما. النتيجة الكبرى لهذا البحث هى توفير منهج ما فوق الجغرافيا، أي منهج يأخذ فى الحسبان المتغيرات المحلية و الخارجية، الأقليمية و التاريخية لتطوير مكان ما”. و قل ربي زدني علما.
الشيخ محمد بن حوخو
مرتبط
2023-07-01